الخوف

ليس غريبًا أن يشيع الرياء والنفاق والانصراف عن الواقع ما دامت الذات رهينة الاستجابة لمعايير العالم الخارجي وأنماطه متجاهلة عالمها الداخلي القريب البعيد.

هناك في كلّ زمان أنفسٌ لا تُهزَم ولا تُستباح، هناك أيضاً أفكارٌ لا تموت بالتقادم مهما حُوربت وشُوِّهَت ورقصت على خشبةِ مَسارحُها أسرابُ المُستَخفين.

إنّ الخوف والخجل، اللذين يأتيان بعد اقتراف الذنب، هما أشدُّ وطأةً وقساوة من العقوبة المترتّبة على الذنب نفسه؛ فهما يستفزّان النواقص الداخلية لدى المذنب، ويثيران القلق باستمرار، ويجتمعان في كلِّ ثانية من يومه لِيُطيحا به قدر المستطاع.

نحن المغاربة لا نقايض أبداً ما هو قار مقابل ما هو محتمل. لهذا نسكن الماضي، ونطمئن إليه، إذ هو لا يسألنا أسئلة مزعجة ولا يلزمنا بأن نحثّ الخطو إلى الأمام، لأنه يعرفنا جيداً، يعرف أننا شعب يتوّجس مما هو أمامه، بل ويهرب منه.