غزة: إسرائيل تجبر آلاف النازحين على إخلاء مجمع ناصر الطبي في خانيونس

غزة: إسرائيل تجبر آلاف النازحين على إخلاء مجمع ناصر الطبي في خانيونس

14 فبراير 2024
داخل مجمع ناصر الطبي قبل حوالي 3 أسابيع (بلال خالد/ الأناضول)
+ الخط -

الاحتلال طلب من النازحين التوجه إلى المناطق الشرقية لخانيونس

آليات الاحتلال تجرف أسوار المجمع تمهيداً لإمكانية اقتحامه لاحقاً

حماس تدعو للتحرك لمنع الاحتلال من اقتحام المستشفى وتفادي "مجزرة"

أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف النازحين الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، على الخروج قسراً من مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، وفق شهود عيان داخل المستشفى. وقال هؤلاء إنّ جيش الاحتلال أجبر آلاف النازحين على مغادرة المستشفى وسط إطلاق نار في ساحتها ومحيط المناطق التي يوجد فيها النازحون.

وذكر الشهود أنّ جيش الاحتلال طلب من النازحين المغادرة والتوجه إلى المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، وأوضحوا أنّ آلاف النازحين غادروا المستشفى بالفعل في طابور واحد نحو المناطق الشرقية للمدينة التي تتوغل القوات الإسرائيلية بمناطق واسعة منها.

وبيّن الشهود أنّ جيش الاحتلال رسم ممراً للنازحين للسير فيه وصولاً إلى المناطق الشرقية، فيما يطلق النار على كل من يتحرك خارج الممر سواء داخل المستشفى أو خارجها، وأضافوا أنّ آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي تواصل حصار مجمع ناصر الطبي وتجرف أسواره تمهيداً لإمكانية اقتحامه لاحقاً.

وفي وقت سابق، نشر الصحافي محمد أكرم الحلو مقطع فيديو له من داخل مجمع ناصر، وقال: "الوضع في مستشفى ناصر صعب ولا يوصف. نحن لا نضمن حياتنا. الآن يمكن أن يتم قتلنا أو اعتقالنا". أضاف: "الشعور صعب ولا يمكن وصفه. آليات الاحتلال الإسرائيلي أمامنا ولا نعرف ماذا سيحدث وكيف سيتعامل النازحون والمرضى والكوادر الطبية مع هذا الحدث. لو حدث شيء لنا تذكرونا بالخير وادعوا لنا دائماً".

حماس تحذّر من الوضع الإنساني "الكارثي" في مجمع ناصر بخانيونس 

في الأثناء، حذرت حركة حماس، اليوم الأربعاء، من الوضع الإنساني "الكارثي" في مجمع ناصر بخانيونس جنوبي قطاع غزة.

وقالت الحركة، في بيان لها، إنّ جيش الاحتلال أطبق حصاره على مجمع ناصر وقطع الإمدادات عنه بشكل كامل، مشيرة إلى أنّ الموجودين في المستشفى يفتقدون لأدنى مقومات الحياة وسط إطلاق النار المباشر على المستشفى ما أدّى إلى استشهاد عدد من المواطنين داخله.

ودعت حماس الأمم المتحدة وكافة الجهات ذات العلاقة إلى "التحرك الفوري والعاجل لمنع جيش الاحتلال من اقتحام المستشفى تفادياً لمجزرة مروّعة"، مطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بضرورة التحرك الميداني العاجل لإدخال ما يلزم من طعام وماء ودواء إلى المستشفى لإنقاذ من فيه.

وأمس الثلاثاء، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من إدارة المستشفى إجلاء النازحين والإبقاء على المرضى والكوادر الطبية، وفق بيان سابق للمتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة. وقالت حركة حماس، الثلاثاء أيضاً، إنّ طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركز قرب مجمع ناصر الطبي مغادرة النازحين الموجودين بداخله يُنذر بعزمه على "ارتكاب جريمة بحقهم".

كما أعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء الثلاثاء، استشهاد وإصابة نازحين بإطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار عليهم لدى خروجهم من مجمع ناصر الطبي.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد أعرب عن قلقه العميق إزاء الوضع داخل وحول مجمع ناصر الطبي الذي تحاصره القوات الإسرائيلية.

وقال غيبريسوس، في منشور على منصة إكس: "نشعر بقلق عميق بشأن سلامة المرضى والعاملين الصحيين بسبب تصاعد الأعمال العدائية في محيط المستشفى". وجدد المسؤول الأممي تأكيده على ضرورة "حماية قطاع الصحة في جميع الأوقات من ناحية، ووقف إطلاق النار من ناحية أخرى".

من جهة أخرى، كشف انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غربي مدينة غزة عن تدمير أجزاء من السور الخارجي للمقر الرئيسي للجنة الدولية للصليب الأحمر في القطاع. كما أدى الاستهداف إلى أضرار كبيرة في غرفة الأمن والباحة الأمامية للمقر المرفوع على سطحه علم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفق الشهود. وكشف الانسحاب الجزئي عن دمار واسع في المنازل والبنى التحتية، وإحراق للمنازل التي تمت تسويتها بالأرض، بحسب الشهود.

وارتفعت حصيلة الحرب على قطاع غزة إلى 28 ألفاً و576 شهيداً فلسطينياً منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وتُحاكم على أثرها بتهمة الإبادة الجماعية. وأفادت وزارة الصحة في غزة، في تقريرها اليومي عن الخسائر في القطاع، بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 28 ألفاً و576 شهيداً و68 ألفاً و291 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون