ترمسعيا.. بلدة فلسطينية في مرمى هجمات المستوطنين

ترمسعيا.. بلدة فلسطينية في مرمى هجمات المستوطنين

18 فبراير 2024
ترمسعيا شكلت لجان حراسة وحماية (صحفة الملتقى الترمسعاوي/فيسبوك)
+ الخط -

استيقظ الفلسطيني منذر أمين، ابن بلدة ترمسعيا شمال مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، في الساعة الواحدة من فجر الأحد، على صوت انفجار، وقبل أن يخرج لتفقد إحدى مركباته التي اندلعت فيها النيران، تأكد من خلو ساحة المنزل من منفذي الهجوم، وأرسل رسالة إلى مجموعة من أهالي البلدة على تطبيقات التواصل الاجتماعي يخبرهم بما حدث.

أبعد أمين سيارة أجرة يملكها، وهي مصدر رزقه الوحيد، عن المركبة المحترقة، قبل أن يصل شبان البلدة مع إطفائية ويخمدوا النيران المشتعلة بأقل خسائر. لكن المفاجئ كان ما وجده أمين وأهالي البلدة من شعارات عنصرية خطها المهاجمون على جدران منزله بالعبرية، تدعو لموت العرب.

أفكار كثيرة راودت منذر أمين، كما يقول لـ"العربي الجديد"، فلديه في منزله سبعة أطفال كادوا أن يكونوا ضحايا جدداً لمستوطنين، مضيفاً أن المنزل يبعد 500 متر تقريباً عن الشارع الرئيسي الذي يعتبر طريقاً رئيساً للمستوطنين. أمين يقدر عدد المهاجمين بخمسة وصلوا فيما يبدو سيراً على الأقدام، كما يظهر من آثار أقدامهم التي حافظ على بروزها طين الأجواء الماطرة. 

من حسن حظه أن البلدة قد شكلت لجان حراسة وحماية منذ نحو ثمانية أشهر، وهو ما عجل في وصول النجدة لإخماد الحريق. ولا تزال ذاكرة أهالي البلدة تحتفظ بحادث هجوم كبير في يونيو/ حزيران من العام الماضي، حين اقتحم ترمسعيا مستوطنون أشعلوا فيها النيران وأحرقوا عشرات المنازل والمركبات. 

اعتداءات متكررة للمستوطنين على ترمسعيا

ما حصل مع أمين هو نموذج لاعتداءات متكررة تتعرض لها ترمسعيا وغيرها من بلدات مجاورة، فشارع الـ60 يمر في البلدة وهو شارع يقطعه المستوطنون باستمرار، وبالقرب منهم مستوطنة "شيلو"، وعدد من البؤر الاستيطانية تبلغ 7 تحيط بترمسعيا من الشمال والشرق، بحسب ما قال رئيس بلدية ترمسعيا لافي عوض لـ"العربي الجديد".

أما عضو المجلس البلدي محمود سليمان فقال لـ"العربي الجديد" إن البلدة، خصوصاً أراضيها الزراعية في ما يعرف بسهل ترمسعيا، باتت مطمعاً للمستوطنين، وتتعرض وسكانها البالغ عددهم نحو 2800 نسمة على مدار سنوات لهجمات متكررة، كانت ذروتها في يونيو الماضي، فيما عرف محلياً بـ"الهجوم الكبير"، أحرق معه المتطرفون عشرات المنازل والمركبات، وأدى إلى استشهاد الشاب عمر قطين.

ويضيف سليمان أن البلدة تشهد هجمات على الأراضي الزراعية، حرقاً وتخريباً وقطعاً للأشجار، إضافة إلى هجمات بالحجارة على المركبات التي تعبر الطرق الزراعية والطرق المؤدية إلى القرى المجاورة، مثل المغير.

تفاقم هجمات المستوطنين منذ 7 أكتوبر

تفاقم الوضع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والحرب على غزة، إذ يمنع الأهالي من الوصول الى مساحة واسعة من أراضيهم بقوة السلاح، سواء كانت تقع في المنطقة (أ) أو (ج)، بحسب لافي عوض.

ويضيف قائلاً لـ"العربي الجديد" إنه "بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، يمنع مستوطنون مسلحون بأزياء عسكرية الأهالي من الوصول إلى مساحات تقدر بأكثر من 3000 دونم، وأيضاً من عبور طرق زراعية، ولم يعد الأهالي قادرين على التمييز بين المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي لاشتراك الجميع بتلك الاعتداءات وتشابه أزيائهم".

وأحصت "هيئة مقاومة الجدار" نحو 186 اعتداء لمستوطنين خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، وسرقة 47 رأساً من الماشية، و3 جرارات زراعية، إضافة إلى خيمتين.

وبحسب الهيئة، أدت هجمات المستوطنين إلى اقتلاع وحرق ما مجموعه 836 شجرة، منها 473 شجرة زيتون، في محافظات بيت لحم وقلقيلية ونابلس والخليل، إضافة إلى سرقة أكثر من 70 رأساً من البقر، وهناك 9 عمليات سرقة معدات لمزارعين، و3 بيوت متنقلة، وجرار زراعي.

كما شهد العام الماضي 2410 هجمات لمستوطنين، و206 اعتداءات مشتركة بين المستوطنين وجنود الاحتلال.