جيرار ديبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية الفرنسية

جيرار ديبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية الفرنسية

29 ابريل 2024
ديبارديو خلال العرض الافتتاحي لفيلم "أومامي"، 12 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جيرار ديبارديو، الممثل الفرنسي الشهير، يخضع للتحقيق في باريس بتهم الاعتداء الجنسي والاغتصاب الموجهة إليه من قبل امرأتين، ضمن تحقيقات أوسع تشمل شكاوى متعددة تعود لأحداث من سبتمبر 2021 وعام 2014.
- الاتهامات تتضمن تفاصيل مقلقة حول سلوك ديبارديو، بما في ذلك تصريحات مسيئة ولمس غير مرغوب فيه، مما أثار جدلًا حول سلوكه في صناعة السينما وأدى إلى نقاش أوسع حول العنف الجنسي في السينما الفرنسية.
- ديبارديو ينفي جميع الاتهامات، مؤكدًا أنه ليس مغتصبًا ولا مفترسًا جنسيًا، في وقت تشهد فيه السينما الفرنسية تحولًا نحو المطالبة بمزيد من الشفافية والمساءلة في التعامل مع قضايا العنف الجنسي.

شهدت التحقيقات مع الممثل جيرار ديبارديو في قضايا تتعلق باعتداءات جنسية تطوراً مهماً، الاثنين، إذ إن عملاق السينما الفرنسية الذي سبق أن وجّه إليه القضاء اتهامات بالاغتصاب، وُضِع رهن التحقيق في باريس لسماع إفادته في شأن اتهامات وجهتها إليه امرأتان.

واستدعي النجم، الذي رفعت المرأتان شكويين في حقه، الاثنين، لسماع أقواله في مقر الدائرة الثالثة للشرطة القضائية الباريسية، بحسب ما قال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس، وأفاد مصدر مطلع على الملف بأن الممثل أُبقِيَ رهن التحقيق. في حين لم يُجب وكيلاه المحاميان كريستيان سان باليه وبياتريس جيسمان أشيل عن طلب "فرانس برس" التعليق على هذا التطور.

واتهمت مصممة ديكور، كانت تعمل ضمن فريق فيلم "لي فوليه فير" ("Les Volets Verts") للمخرج جان بيكر، ديبارديو بالاعتداء عليها جنسياً عام 2021، ولم تشأ وكيلتها المحامية كارين دوريو ديبولت التعليق على استدعاء النجم الفرنسي.

وقدمت هذه المرأة شكوى بحق الممثل في فبراير/ شباط الماضي بتهمة ارتكاب أفعال مصنفة في إطار الاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي والانتهاكات الجنسية. وأوكِلَت التحقيقات إلى الدائرة الثالثة للشرطة القضائية الباريسية. مع العلم أنّ الأفعال التي تتهمه بها تعود إلى سبتمبر/ أيلول 2021 في منزل فخم في باريس.

وبحسب روايتها لموقع ميديابارت الفرنسي، تفوّه نجم فيلم "سيرانو دو برجراك" بتصريحات مسيئة كثيرة بحقها أثناء التصوير في باريس، في 10 سبتمبر 2021، ثم لاحقاً "أمسكها بوحشية" و"لامس خصرها وبطنها، صعوداً نحو ثدييها". لفتت المشتكية أيضاً إلى أن حراس الممثل الشخصيين هم الذين لجموه عن متابعة ارتكاباته هذه.

وقالت المدعية لـ"ميديابارت": "أخذه حرّاسه الشخصيون بعيداً"، و"كان يصرخ ويضحك. وقال لي: سنلتقي مجدداً يا عزيزتي! شعرت بالذهول والارتباك. لم يستمر الأمر سوى لحظات قليلة لكن صدى ذلك لا يزال يتردد حتى الآن".

من جهتها، قالت الممثلة الفرنسية أنوك غرينبرغ في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "من الصباح إلى المساء، كنا نسمع تعليقات بذيئة"، وأضافت: "عندما يستعين منتجو الأفلام بديبارديو في فيلم، فإنهم يعلمون أنهم يشغّلون معتدياً". وأضافت: "ليس معتدياً محتملاً، بل هو معتدٍ".

أما الشكوى الأخرى فمقدمة من مساعِدة سينمائية سابقة تتهم ديبارديو بالاعتداء عليها جنسياً عام 2014. أشارت صحيفة لو كورييه دو لويست المحلية إلى أن المرأة التي كانت يومها تبلغ الرابعة والعشرين وفضلت إبقاء اسمها في الشكوى طيّ الكتمان، تقدمت بالشكوى في التاسع من يناير/ كانون الثاني الماضي في مركز شرطة باريس، وتحدثت فيها عن "عبارات فاحشة" كان ديبارديو يتلفّظ بها خلال لقاءاتهما في دارته الفخمة في باريس.

واتهمت المساعدة السينمائية جيرار ديبارديو بالاعتداء عليها جنسياً وعرض أمور جنسية عليها أثناء تصوير فيلم "لو ماجيسيان إيه ليه سياموا" (Le Magicien et Les Siamois) للمخرج جان بيار موكي في مارس/ آذار 2014. أوضحت المرأة في تصريح للصحيفة طلبت فيه عدم ذكر اسمها أن الممثل "تحسَّسَ كل أنحاء جسدها" وخاطبها بـ"كلمات غير لائقة" في موقع التصوير.

كذلك وجّه القضاء اتهامات إلى الممثل منذ عام 2020 باغتصاب الممثلة شارلوت أرنو والاعتداء عليها جنسياً. كما كانت الممثلة إيلين داراس تقدمت هي الأخرى بشكوى اتهمت فيها ديبارديو بالاعتداء عليها جنسياً أثناء تصوير فيلم عام 2007، لكنها حُفظت في نهاية ديسمبر الماضي بسبب مرور الزمن. وخلال الشهر نفسه، تقدّمت الصحافية والكاتبة الإسبانية روت باسا بدعوى على الممثل في إسبانيا تتهمه فيها باغتصابها عام 1995 في باريس.

وبلغ إجمالي النساء اللواتي وجّهنَ اتهامات إلى جيرار ديبارديو سواء أمام القضاء أو عبر وسائل الإعلام نحو عشرين.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفى جيرار ديبارديو الاتهامات الموجهة إليه، وأكّد في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة لوفيغارو أنه ليس "مغتصباً ولا مفترساً جنسياً"، وأضاف: "لم أعتدِ على امرأة قَطّ"، في إشارة إلى اتهامات شارلوت أرنو.

وتأتي هذه التحقيقات في وقت يشهد عالم السينما في فرنسا سلسلة اتهامات بالعنف الجنسي أحدثت هزة فيه، صادرة عن ممثلات وعن ممثلين أيضاً.

وفُتح تحقيق في شكوى قدمتها الممثلة الفرنسية جوديت غودريش ضد المخرجين بونوا جاكو وجاك دويون بتهمة اغتصابها حين كانت قاصرة. أدى ذلك إلى تحوّل الممثلة إلى إحدى الشخصيات الرائدة في مكافحة العنف الجنسي في الفن السابع في فرنسا، على خطى الممثلتين أديل إينيل وشارلوت أرنو.

(فرانس برس)

المساهمون